سالم أبو عاصي: كتب التفسير تمتلئ بالأحاديث الموضوعة وتحتاج لرقابة حصري على لحظات

كتابة: حنين اشرف - آخر تحديث: 19 مارس 2024
سالم أبو عاصي: كتب التفسير تمتلئ بالأحاديث الموضوعة وتحتاج لرقابة   حصري على لحظات


قال الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن الأدوات التي يحتاج لها المفسر حديثًا، تختلف عن تلك التي احتاجها المفسر قديمًا.


وأضاف خلال حديثه ببرنامج “أبواب القرآن” تقديم الإعلامي محمد الباز، على قناتي “الحياة” و”إكسترا نيوز”، أن قديما كان يكفي للمفسر أن يعرف النحو والصرف والبلاغة والأدب والفقه وأصول الفقه والحديث وعلوم القرآن إلى آخره لكن الآن ينبغي على المفسر أن يعرف علم النفس ويعرف علم الاجتماع ويعرف الفلسفات ويعرف العلاقات الدولية لأن بعض الآيات القرآنية تتعرض لمثل هذه الأمور.




وأردف: “الآن تجد آيات كثيرة جدا لا يمكن فهمها فهما عميقا إلا اذا كنت تعرف علم النفس، وعندما غابت هذه الثقافة، أسرف المفسرون فيما يحسنون وتركوا ما لا يحسنون من مستجدات، فنجد في كتب الفقه في باب الوضوء أو باب الطهارة، ندرس مثلا 100 صفحة ، و200 صفحة، بينما القرآن ذكر كل ما في الوضوء آيات معدودة”.




وأشار إلى أنه في كتاب المياه في فقه الشافعية تجد عنده المياه 7 أنواع، ويشرح ماء السماء وماء البحر وماء البئر وماء العين وماء المطر إلى آخره، مردفا: “يتوسعون في الأمور التي كانت تمثل ثقافتهم ويحسنوها، والمشكلة ليست فيهم، وإنما فيمن يتكلم الآن بنفس الفكر القديم”.

وحكى محمد سالم أبوعاصي، عن موقف له مع شيخه وهو صغير، والذي قلل فيه من أهمية العلوم الحديثة، وقال :”وأنا طالب في المعهد الديني، الشيخ الله يرحمه وكان فقيه حنفي كان يشرحلنا الفقه قال اسمع أنت وهو بنفس اللفظ كده أبوك وأهلك جايبينك هنا تتعلم الفقه، مش علشان تتعلم الجغرافيا والتاريخ وكذا”.




وأردف: “احنا فهمنا وقتها إن الدين هو الفقه، وهو العلم، إنما الجغرافيا والتاريخ والأحياء التي كنا ندرسها أمور هامشية، وهذا الأمر الذي عانى منه الإمام الأكبر الشيخ محمد عبده، وبذل جهدا كبيرا ليدخل العلوم الحديثة في الأزهر”.




ولفت إلى أن فكر الإمام محمد عبده نجح واستمر لأن العلوم الحديثة الآن دخلت الأزهر، مثل اللغات، والكيمياء والفيزياء والأحياء والرياضيات إلى آخره.




وأردف: “عندما  نفسر القرآن الآن لابد أن يهتم المفسر بعلم الاجتماع ليرى الهيئة التركيبية للمجتمع، وعلم النفس ونفسيات الناس لأن القرآن خطاب للناس”.




وقال أستاذ التفسير، إن من يتصدى لتفسير القرآن الآن، أو يتصدى للوعظ بشكل عام، لابد أن يكون على اتصال بكل ما يحدث في المجتمع في الرياضة والسينما والدراما والإعلام، والتكنولوجيا وتطبيقاتها وشبكات التواصل الاجتماعي، موضحًا أن المعرفة بهذه العلوم أداة ضرورية من أدوات المفسر.




وأضاف : “هل ينفع تخطب الجمعة، تستجر فقه قديم أن المرأة لا تخرج من البيت إلا إذا أبوها مات، وهي الآن وزيرة ورئيسة جامعة ودكتورة ومهندسة، هل ينفع استجر هذا الكلام بأن المرأة لا تخرج من من بيت أبوها إلا إلى بيت زوجها، ومن بيت زوجها إلى المقبرة؟  حتى لو أبوها مات لا تخرج إلا بإذن زوجها؟”.




وأردف: “خطاب غريب دمار، ومع ذلك الناس تكرره لحد الآن، لأنه موجود في الكتب، لكني أقول للطلبة ليس كل ما تقرأه  تقوله، لازم يبقى عندك غربلة، وكان أستاذنا الدكتور القيعي الله يرحمه يقول لي هذا تقوله، وهذا لا تقوله، في كتب الفقه أمور انتهت أو أمور لا تصلح، كان يعمل لي غربلة”.




وال أبوعاصي، إن كتب التفسير تحتاج إلى رقابة شديدة، لأن ليس كل ما جاء به يمكنك أن يخرج للعامة، مضيفا أن في تفسير ابن كثير مثلا يقول إن المرأة لا تخرج من بيتها في بعض الروايات إلا وهي كشف عين واحدة، وفي الطبري يقول “واهجروهن في المضاجع تعني قيدهن بما أردن أن يمتنعن عنه، وهذا رأي ضعيف جدًا، ليس هو المراد من الآية”.




وأردف: “لابد أن نوزن الفقه القديم من خلال دراسة المعقولات والعلوم العقلية، ودراسة الأصول والمعرفة العامة والمنطق للفلسفة”.

ولفت إلى أن أحسن مفسر من الصحابة ابن عباس، ترجمان القرآن الي دعا له النبي فقهه في الدين وعلمه التأويل، قال عنه الشافعي لم يصح عنه من روايات في التفسير إلا 100 رواية، ومن بعده  كل رواية في التابعين فيها مقال ونقد وجرح، ولذلك الإمام أحمد بعدهم قال ثلاثة لا أصل لها “التفسير والملاحم والسير”.




وختم: “ابن تيمية قال أكثر الأحاديث الموضوعة في كتب التفسير، إذا كتب التفسير بالحديث تحتاج رقابة




 

التالي
ابيات شعر باسم خيرية
السابق
عمر الأيوبى يكتب: استاد مصر.. والرهان الكسبان على المتحدة حصري على لحظات